جوروج وسوف مدمن مخدرات ام كبش محرقة؟

بيروت - إيمان إبراهيم:
على الرغم من علامات الاستفهام التي تطرحها شخصية الفنان جورج وسوف، والمشاكل القضائية التي تطارده في أكثر من بلد عربي، تلقى الوسط الإعلامي والفني اللبناني بصدمة وذهول نبأ إلقاء القبض على الفنان في العاصمة السويدية استوكهولم، بتهمة حيازة مادة مخدرة، وتصدر الخبر نشرات الأخبار في الشاشات اللبنانية التي أفردت حيزاً كبيراً لمتابعة القضية، خصوصاً أن وسوف يواجه حكماً بالسجن قد يصل إلى السنتين في حال ثبوت حيازته ما يزيد عن خمسين غراماً من المادة.

الجرائد اللبنانية اليومية بدورها أولت اهتماماً كبيراً بالقضية، سيّما وأن الفنان جورج وسوف يقيم في لبنان منذ سنوات طويلة، بعد أن احتضنته بيروت وقدمته إلى العالم العربي، غير أنه انتقل إلى قريته كفرون السورية بعيد اغتيال الرئيس الحريري، واتهامه آنذاك باستغلال الوضع الأمني المتدهور لإطلاق النار في تهمة نفذ منها بسهولة.
السفارة السورية تتدخل
الصحف السويدية بدورها أولت اهتماماً بالقضية، خصوصاً بعد قيام المدعي العام رولف هيلرغرن بتمديد فترة احتجاز وسوف مدة 14 يوماً على ذمة التحقيق بعد عرضه على المحكمة، الأمر الذي شكل صفعة لمحبي وسوف الذين توقعوا أن يخلى سبيله خلال ساعات. وقد ذكرت الصحف السويدية أن تمديد مدة السجن تعود إلى التحقيق معه حول مصدر المخدرات، لمعرفة ما إذا كان قد حصل عليها من داخل السويد أو من خارجها.
وفي حين أكدت صحف لبنانية أن كمية الممنوعات المضبوطة تبلغ من الوزن 30 غراماً، أكدت صحف سويدية أن الكمية تفوق الخمسين غراماً، وهي الكمية التي يعاقب عليها القانون السويدي، بحيث تصل العقوبة إلى السجن مدة عامين في حال توفرت الأدلة، ما يعني أن وسوف معرض للسجن عامين في استوكهولم في حال أثبتت التحريات ضبط الكمية المحظورة بحوزته.
وفي حال تم إخلاء سبيل وسوف، فإنه لن يتمكن من مغادرة السويد قبل أن تسمح له الشرطة بذلك.
كان السفير السوري في السويد قد زار الفنان برفقة المحامي توماس مارتينسون الذي وكله مدير أعماله للترافع عنه.
كيف قبض عليه؟
على الرغم من تكتم مصادر الشرطة السويدية عن كيفية القبض على وسوف، فقد ذكرت مصادر مقربة من الفنان، أن الشرطة ألقت القبض على وسوف من داخل جناحه الخاص في فندق شيراتون، بعد تلقيها مكالمة تؤكد أن ثمة مخدرات بحوزته، في وقت كان يستعد فيه لإحياء حفل افتتاح واحد من اضخم المطاعم في السويد لصاحبيه فادي جبارة وشريكه جوزيف غرابيت.
وعلى الرغم من وقوع الحادث في بلد أوروبي، إلا أن نظرية المؤامرة لم تغب عن بعض المشككين، الذين رأوا أن وسوف وقع في فخ، وقدّم كبش محرقة في صراع متعهدي الحفلات.
وذكرت صحيفة لبنانية مقربة من وسوف، أن الحادث يبدو مدبراً، لإحداث فضيحة حول حدث الافتتاح واسقاط كل التحضيرات بضربة قاضية.
وكان محامي الفنان قد طلب ليلة السبت الماضي، الافراج عنه لمدة ساعتين على الأكثر ليتمكن من احياء الحفل الموعود، بمرافقة رجال من الشرطة يعيدوه بعدها الى المخفر، غير أن طلبه رفض.
المعجبون يتظاهرون أمام السجن
وكان خبر إلقاء القبض على الفنان قد انتشر عقب وصول جمهوره إلى القاعة المخصصة للحفل، غير أن مشهد القاعة الفارغ أثار تساؤلات لم يجب عنها أحد، خصوصاً أن أصحاب المطعم تواروا عن الأنظار ما أدى إلى غضب الجمهور الذي تلاسن مع بعض المنظمين ما أدى إلى حوادث شغب طوقته الشرطة، قبل أن يعتذر المنظمون من مشتري البطاقات ويبلغوهم أنهم على استعداد لإعادة ثمن البطاقات لمشترييها.
بدوره أكد فادي جبارة صاحب المطعم الذي كان سيستضيف وسوف، ان الحفل ألغي وتمت اعادة المال لعدد من الذين كانوا قد اشتروا البطاقات، وان الامسية الغنائية تم تأجيلها للشهر المقبل.
وفور شيوع الخبر، احتشد المئات من جمهور وسوف خارج المخفر الذي احتجز فيه لمساندته، وبدأوا يرددون عبارات التعاطف، الأمر الذي أحرج الشرطة خصوصاً أنها كانت تتلقى كميات كبيرة من الأطعمة من معجبيه، الذين حرصوا على تأمين كل متطلباته داخل سجنه.
طرف مجهول
مصادر مقربة من ميشال حايك مدير أعمال وسوف، أكدت أن المخدرات كانت بحوزة لبناني يحمل الجنسية السويدية كان في غرفة وسوف عندما تمت المداهمة، ويدعى جوزيف غرابيت، مؤكدة أن رجال الشرطة لم يعثروا مع وسوف على اي مادة ممنوعة، وان ثمّة طرفاً مجهولاً دس الكوكايين في جيب غرابيت، وانتظر وصوله الى جناح الفنان ليبلغ الشرطة عنه، لضرب حفل افتتاح المطعم الذي يملك غرابيت جزءاً مهماً منه، وهو ما أدرجته المصادر في خانة حرب المتعهدين في السويد.
«القبس» حاولت الاتصال مراراً بميشال حايك للاطلاع منه شخصياً على مجريات القضية وتطوراته، غير أن خطه كان مقفلاً.
من أوقف مع وسوف؟
قبل سنوات، وقع وسوف ضحية فضيحة مزلزلة، حيث ألقي القبض على مجموعة من الفنانين بتهم أخلاقية كانت بينهم الفنانة هيفاء وهبي التي ظهرت عبر برنامج تلفزيوني مع الإعلامي زافين قيومجيان، وبكت معلنة براءتها من التهمة الأخلاقية التي ألحقت بها، بعيد تصويرها فيديو كليب «إرضى بالنصيب» مع وسوف، الذي بدوره خرج من القضية بأقل خسائر ممكنة.
وبقي اسم وسوف يثير أكثر من علامة استفهام، خصوصاً بعد مرضه وعلاجه في الخارج، ودخوله أخيراً إلى المستشفى الأمر الذي أثار إشاعات تبرعت مجلات لبنانية لنفيها، وما لبثت أخبار وسوف العائلية أن احتلت حيزاً كبيراً من اهتمام المتابعين، بعد خلافه مع ابنه الذي سافر إلى دبي، وبكاه على مرأى من فريق العمل الذي كان يصور معه فيديو كليب من ألبومه الجديد.
اسم ابن وسوف عاد ليتداول في الإعلام، إذ أكدت بعض التقارير الصحفية أن وديع ابن الفنان جورج وسوف أوقف معه في استوكهولم، نفى وديع في اتصال اجرته معه فضائية «العربية» أي صلة له بالقضية، مؤكداً أنه كان مع ابيه في الغرفة وشاهد لحظة القبض عليه.
وكان وسوف قد نفى في حضرة السفير السوري التهمة الموجهة إليه.
وأشارت مصادر الشرطة السويدية إلى وجود شخصين أوقفا مع جورج وسوف وهما مقربان منه، غير أن رفض الشرطة الإفصاح عن الإسمين وضع أكثر من علامة استفهام حول هويتيهما.
كما أثار تصريح لمسؤول في الشرطة السويدية لموقع الكتروني الكثير من التساؤلات عن هوية الموقوفين مع وسوف بقوله «إن بعضهم يأتي بأطباق لبنانية الى وسوف وابنه في الزنزانة عند الغداء والعشاء».
وكان مدير أعمال الفنان جورج وسوف قد اعترف بطريقة غير مباشرة بتعاطي وسوف للمخدرات في حديثه إلى قناة العربية بقوله «لقد أقلع وسوف عن تعاطي المخدرات منذ سنوات عدة».
من سحب تقرير «العربية»؟
وكان موقع العربية الإلكتروني قد أفرد مساحة كبيرة لتغطية وقائع القضية، ووجه مقال نشره الموقع اتهاماً غير مباشر للفنان بأنه يفقد سيطرته حين «ينتشي» وانه رغم القرار الصادر بحقه في تهمة اطلاق النار في بيروت بقي يغني وينتشي، وما لبث المقال ان اختفى من الموقع.
وفي اتصال مع مقربين من وسوف، استنكروا النبرة الساخرة للمقال، مؤكدين ان ثمة اتهاماً مبطناً للفنان، وان رداً رسمياً سيصدر قريبا من مكتبه.

مشاكل جورج وسوف بين دبي وعمان وبيروت

قبل أسبوعين، اشتكى الفنان زياد برجي من تعدّي مرافقي الفنان جورج وسوف عليه بالضرب في بيروت، وكانت قبله الفنانة نجوى سلطان قد تعرضت لخديعة عندما كانت تحيي حفلا مع وسوف في الإمارات العربية المتحدة، حيث طلب منها مدير أعماله ميشال حايك أن تتنازل عن وصلتها في بداية السهرة للوسوف على ان تختتم هي السهرة، لتفاجأ بتوزيع صور مقاعد فارغة من حفلتها للإشارة إلى أن جمهور الفنان غادر الحفل بعد انتهاء وصلته، وصرحت نجوى بأنها نادمة على مشاركة وسوف، وأنها لن تحيي معه أي حفل في المستقبل.
يذكر أنّه في مثل هذه الأيام من العام الماضي أصدر القضاء اللبناني قرارا بحبس وسوف لستة أشهر بتهمة إطلاق 20 طلقة نارية عشوائية من بندقية حربية في بيروت في سبتمبر (أيلول) عام 2005 من دون أن ترد في حيثيات القرار الأسباب التي دفعته الى اطلاق النار عشوائياً، وألزم القاضي وسوف بتسليم السلاح ودفع ما يعادل 1334 دولارا كغرامة، غير أن وسوف تهرب من حضور المحاكمة وخرج من القضية بأقل خسائر ممكنة.
وكاد وسوف يطيح بمهرجان الأردن بعد ان تخلف عن حفل الافتتاح، ما استلزم حضور نقيب الفنانين الأردنيين إلى دمشق لإيقاظ الفنان الذي كان حينها يغط في نوم عميق.